فصل: الآية (56)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  قوله تعالى‏:‏ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما*إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله بكل شيء عليما‏.‏

أخرج البخاري وابن جرير وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب‏.‏

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ ‏"‏لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش رضي الله عنها دعا القوم، فطعموا ثم جلسوا يتحدثون، واذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام، وقعد ثلاثة نفر، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل، فإذا القوم جلوس، ثم انهم قاموا، فانطلقت فجئت، فاخبرت النبي صلى الله عليه وسلم انهم قد انطلقوا، فجاء حتى دخل، فذهبت أدخل، فالقى الحجاب بيني وبينه، فأنزل الله تعالى ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال ‏"‏كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فاتى باب امرأة عرس بها، فإذا عندها قوم، فانطلق فقضى حاجته، فرجع وقد خرجوا، فدخل وقد أرخى بيني وبينه سترا، فذكرته لأبي طلحة فقال‏:‏ لئن كان كما تقول لينزلن في هذا شيء‏.‏ فنزلت آية الحجاب‏"‏‏.‏

وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس رضي الله عنه قال ‏"‏كنت أدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير اذن، فجئت يوما لأدخل، فقال علي‏:‏ مكانك يا بني إنه قد حدث بعدك أمر، لا تدخل علينا إلا بإذن‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ‏"‏دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم، فاطال الجلوس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم مرارا كي يتبعه ويقوم، فلم يفعل، فدخل عمر رضي الله عنه فرأى الرجل وعرف الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى الرجل المقعد فقال‏:‏ لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم، ففطن الرجل فقام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لقد قمت مرارا كي يتبعني فلم يفعل، فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ لو اتخذت حجابا، فإن نساءك لسن كسائر النساء، وهو أطهر لقلوبهن‏.‏ فأنزل الله تعالى ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏ فارسل إلى عمر رضي الله عنه فاخبره بذلك ‏"‏‏.‏

وأخرج النسائي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما في قعب، فمر عمر فدعاه فأكل، فاصابت أصبعه أصبعي فقال عمر‏:‏ أوه لو أطاع فيكن ما رأتكن عين‏.‏ فنزلت آية الحجاب‏.‏

وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال‏:‏ نزل حجاب رسول الله في عمر‏.‏ أكل مع النبي طعاما، فاصاب يده بعض أيدي نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر بالحجاب‏.‏

وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ ما بقي أحد أعلم بالحجاب مني، ولقد سألني أبي بن كعب رضي الله عنه فقلت‏:‏ نزل في زينب‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي‏}‏ إلى قوله ‏{‏غير ناظرين اناه‏}‏ قال‏:‏ غير متحينين طعامه ‏{‏ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا‏}‏ قال‏:‏ كان هذا في بيت أم سلمة رضي الله عنها أكلوا ثم أطالوا الحديث، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يخرج ويدخل‏.‏ ويستحي منهم والله لا يستحي من الحق ‏{‏واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب‏}‏ قال‏:‏ بلغنا انهم أمرو بالحجاب عند ذلك ‏{‏لا جناح عليهن في آبائهن‏}‏ قال‏:‏ فرخص لهن ان لا يحتجبن من هؤلاء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ كانوا يجيئون، فيدخلون بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فيجلسون، فيتحدثون ليدرك الطعام، فأنزل الله تعالى ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا ان يؤذن لكم إلى طعام غير ناظريه اناه‏}‏ ليدرك الطعام ‏{‏ولا مستأنسين لحديث‏}‏ ولا تجلسوا فتحدثوا‏.‏

وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله ‏{‏غير ناظرين اناه‏}‏ قال‏:‏ الانا‏:‏ النضيج‏.‏ يعني إذا أدرك الطعام قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول الشاعر‏:‏

ينعم ذاك الانا الغبيك كما * ينعم غرب المحالة الجمل

وأخرج ابن جرير عن مجاهد‏"‏ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطعم ومعه بعض أصحابه، فاصابت يد رجل منهم يد عائشة رضي الله عنها، فكره ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت آية الحجاب‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عائشة رضي الله عنها‏.‏ ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذا برزن إلى المناصع‏!‏ وهو صعيد فيح‏.‏ وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أحجب نساءك، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، فخرجت سودة رضي الله عنها بنت زمعة ليلة من الليالي عشاء، وكانت امرأة طويلة، فناداها عمر رضي الله عنه بصوته إلا قد عرفناك يا سودة حرصا على أن ينزل الحجاب، فأنزل الله تعإلى الحجاب‏.‏ قال الله تعالى ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏غير ناظرين اناه‏}‏ قال‏:‏ غير متحينين نضجه ‏{‏ولا مستأنسين لحديث‏}‏ بعد ان تأكلوا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{‏اناه‏}‏ قال‏:‏ نضجه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سليمان بن أرقم رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولا مستأنسين لحديث‏}‏ قال‏:‏ نزلت في الثقلاء‏.‏

وأخرج الخطيب عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ كانوا إذا طعموا جلسوا عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء ان يجيء شيء، فنزلت ‏{‏فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏واذا سألتموهن متاعا‏}‏ قال‏:‏ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عليهن الحجاب‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏واذا سألتموهن متاعا‏}‏ قال‏:‏ حاجة‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ فضل الناس عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأربع‏.‏ بذكره الاسارى يوم بدر أمر بقتلهم، فأنزل الله ‏{‏لولا كتاب من الله سبق‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ ‏(‏الأنفال، الآية 68‏)‏‏.‏ وبذكره الحجاب أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم ان يحتجبن فقالت له زينب رضي الله عنها‏:‏ وانك لتغار علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا‏.‏ فأنزل الله ‏{‏واذا سألتموهن متاعا‏}‏‏.‏ وبدعوة النبي صلى الله عليه وسلم‏"‏اللهم أيد الإسلام بعمر‏"‏‏.‏ وبرأيه في أبي بكر كان أول الناس بايعه‏.‏

وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض إلى بيته بادروه، فاخذوا المجالس، فلا يعرف بذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ببسط يده إلى الطعام مستحيا منهم، فعوتبوا في ذلك، فأنزل الله ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏

وأخرج ابن سعد عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ نزل الحجاب مبتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش رضي الله عنها، وذلك سنة خمس من الهجرة، وحجب نساؤه من يومئذ وأنا ابن خمس عشرة‏.‏

وأخرج ابن سعد عن صالح بن كيسان قال‏:‏ نزل حجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسائه في ذي القعدة، سنة خمس من الهجرة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏كان لكم أن تؤذوا رسول الله‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ نزلت في رجل هم أن يتزوج بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعده قال سفيان‏:‏ ذكروا أنها عائشة رضي الله عنها‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رجل‏:‏ لئن مات محمد صلى الله عليه وسلم لأتزوجن عائشة‏.‏ فأنزل الله ‏{‏وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال‏:‏ بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا يقول‏:‏ ان توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت فلانة من بعده، فكان ذلك يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، فنزل القرآن ‏{‏وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال‏:‏ بلغنا ان طلحة بن عبيد الله قال‏:‏ أيحجبنا محمد عن بنات عمنا، ويتزوج نساءنا من بعدنا، لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده‏.‏ فنزلت هذه الآية‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ قال طلحة بن عبيد الله‏:‏ لو قبض النبي صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة رضي الله عنها‏.‏ فنزلت ‏{‏وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏

وأخرج ابن سعد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم في قوله ‏{‏وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ نزلت في طلحة بن عبيد الله لأنه قال‏:‏ إذا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة رضي الله عنها‏.‏

وأخرج البيهقي في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لو قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة‏.‏ أو أم سلمة‏.‏ فأنزل الله ‏{‏وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما‏"‏ان رجلا أتى بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فكلمها وهو ابن عمها‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا فقال‏:‏ يا رسول الله انها ابنة عمي، والله ما قلت لها منكرا، ولا قالت لي قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ قد عرفت ذلك، إنه ليس احد أغير من الله، وإنه ليس أحد أغير مني‏.‏ فمضي ثم قال‏:‏ يمنعني من كلام ابنة عمي‏!‏ لأتزوجنها من بعده‏.‏ فأنزل الله هذه الآية، فاعتق ذلك الرجل رقبة، وحمل على عشرة أبعرة في سبيل الله، وحج ماشيا في كلمته‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت‏:‏ خطبني علي رضي الله عنه، فبلغ ذلك فاطمة رضي الله عنها، فاتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ ان أسماء متزوجة عليا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم‏"‏ما كان لها ان تؤذي الله ورسوله‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي في السنن عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال لامرأته‏:‏ ان سرك أن تكوني زوجتي في الجنة، فلا تتزوجي بعدي، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا، فلذلك حرم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده، لأنهن أزواجه في الجنة‏.‏

وأخرج ابن سعد عن أبي امامة بن سهل بن حنيف في قوله ‏{‏ان تبدوا شيئا أو تخفوه‏}‏ قال‏:‏ ان تتكلموا به فتقولن‏:‏ نتزوج فلانة لبعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، أو تخفوا ذلك في أنفسكم، فلا تنطقوا به يعلمه الله‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن شهاب رضي الله عنه قال‏:‏ بلغنا أن العالية بنت ظبيان طلقها النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم نساؤه على الناس، فنكحت ابن عم لها وولدت فيهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله ‏{‏ان تبدوا شيئا‏}‏ قال‏:‏ مما يكرهه النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏أو تخفوه في أنفسكم فإن الله كان بكل شيء عليما‏}‏ يقول‏:‏ فإن الله يعلمه‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا‏.‏

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏لا جناح عليهن في آبائهن‏}‏ حتى بلغ ‏{‏ولا نسائهن‏}‏ قال‏:‏ أنزلت هذه اآلآية في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وقوله ‏{‏نسائهن‏}‏ يعني نساء المسلمات ‏{‏أو ما ملكت ايمانهن‏}‏ من المماليك والاماء، ورخص لهن أن يروهن بعد ما ضرب عليهن الحجاب‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏لا جناح عليهن في آبائهن‏}‏ ومن ذكر معهن أن يروهن يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج ابن سعد عن الزهري رضي الله عنه أنه قيل له‏:‏ من كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ كل ذي رحم محرم من نسب أو رضاع قيل‏:‏ فسائر الناس‏؟‏ قال‏:‏ كن يحتجبن منه، حتى انهن ليكلمنه من وراء حجاب، وربما كان سترا واحدا، إلا المملوكين والمكاتبين، فإنهن كن لا يحتجبن منهم‏.‏

وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبه وأبو داود في ناسخه عن أبي جعفر محمد بن علي‏.‏ ان الحسن والحسين رضي الله عنهما كان لا يريان أمهات المؤمنين فقال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ ان رؤيتهما لهن لحل‏.‏

وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبه وأبو داود في ناسخه عن عكرمة رضي الله عنه قال‏:‏ بلغ ابن عباس رضي الله عنهما ان عائشة رضي الله عنها احتجبت من الحسن رضي الله عنه فقال‏:‏ ان رؤيته لها لتحل‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ‏{‏لا جناح عليهن‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ لم يذكر العم والخال لأنهما ينعتانها لابنائهما‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما‏.‏

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏يصلون‏}‏ يتبركون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه قال‏:‏ صلاة الله عليه‏:‏ ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة عليه‏:‏ الدعاء له‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏ ان بني إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام‏:‏ هل يصلي ربك‏؟‏ فناداه ربه‏"‏يا موسى إن سألوك هل يصلي ربك‏؟‏ فقل‏:‏ نعم‏.‏ أنا أصلي وملائكتي على أنبيائي ورسلي‏"‏ فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ‏{‏ان الله وملائكته يصلون على النبي‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ‏{‏ان الله وملائكته‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ لما نزلت جعل الناس يهنؤنه بهذه الآية، وقال أبي بن كعب‏:‏ ما أنزل فيك خيرا إلا خلطنا به معك إلا هذه الآية‏.‏ فنزلت ‏{‏وبشر المؤمنين‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ ‏(‏التوبة، الآية 112‏)‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال‏:‏ صلاة الله على النبي هي مغفرته‏.‏ ان الله لا يصلي ولكن يغفر، وأما صلاة الناس على النبي صلى الله عليه وسلم فهي الاستغفار‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ ‏(‏صلوا عليه كما صلى عليه وسلموا تسليما‏)‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما‏}‏ قلنا‏:‏ يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك، قال ‏"‏قولوا‏:‏ اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، انك حميد مجيد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن يونس بن خباب قال‏:‏ خطبنا بفارس فقال ‏{‏ان الله وملائكته‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ انبأني من سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول‏:‏ هكذا أنزل فقالوا‏:‏ يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك‏؟‏ فقال ‏"‏قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل ابرهيم، انك حميد مجيد، وارحم محمد وآل محمد كما رحمت آل إبراهيم، انك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، انك حميد مجيد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن إبراهيم رضي الله عنه في قوله ‏{‏ان الله وملائكته‏.‏‏.‏‏}‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله هذا السلام قد عرفناه فكيف الصلاة عليك‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وأهل بيته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل بيته كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبي كثير بن أبي مسعود الانصاري رضي الله عنه قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏ان الله وملائكته يصلون على النبي‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك‏؟‏ وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال ‏"‏قولوا اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم، اللهم بارك على محمد كما باركت على آل إبراهيم‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق من طريق أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول‏:‏ اللهم على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى أهل بيته وأزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم انك حميد مجيد‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبه وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن مردويه عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رجل يا رسول الله أما السلام عليك فقد علمناه فكيف الصلاة عليك‏؟‏ قال ‏"‏قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم انك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد‏"‏‏.‏

وأخرج أبو داود وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏من سره ان يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل‏:‏ اللهم صل على محمد النبي، وأزواجه وذريته، وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم انك حميد مجيد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن عدي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏من سره ان يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على محمد، وأزواجه، وذريته، وأمهات المؤمنين، كما صليت على إبراهيم انك حميد مجيد‏"‏‏.‏

وأخرج الدار قطني في الأفراد وابن النجار في تاريخه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال‏:‏ كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فسلم، فرد النبي صلى الله عليه وسلم واطلق وجهه واجلسه إلى جنبه، فلما قضى الرجل حاجته نهض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏"‏يا أبا بكر هذا رجل يرفع له كل يوم كعمل أهل الأرض قلت‏:‏ ولم ذاك‏؟‏ قال‏:‏ انه كلما أصبح صلى علي عشر مرات كصلاة الخلق أجمع قلت‏:‏ وما ذاك‏؟‏ قال‏:‏ يقول‏:‏ اللهم صل على محمد النبي عدد من صلى عليه من خلقك، وصل على محمد النبي كما ينبغي لنا أن نصلي عليه، وصل على محمد النبي كما أمرتنا أن نصلي عليه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد والنسائي وابن أبي عاصم والهيثم بن كليب الشاشي وابن مردويه عن طلحة بن عبيد الله قال‏:‏ قلت يا رسول الله كيف الصلاة عليك‏؟‏ قال ‏"‏قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، انك حميد مجيد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال‏:‏ أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ سمعت الله يقول ‏{‏ان الله وملائكته يصلون على النبي‏}‏ فكيف الصلاة عليك‏؟‏ قال ‏"‏قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم انك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم انك حميد مجيد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏ان الله وملائكته يصلون على النبي‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏ قمت اليه فقلت‏:‏ السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك يا رسول الله‏؟‏ قال ‏"‏قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد،وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد وعبد بن حميد والبخاري والنسائي وابن ماجه وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك قد علمناه فكيف الصلاة عليك‏؟‏ قال ‏"‏قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه‏.‏ انهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نصلي عليك‏؟‏ قال ‏"‏قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد‏.‏ والسلام كما قد علمتم‏"‏‏.‏

وأخرج مالك وعبد الرزاق وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه عن أبي مسعود الانصاري رضي الله عنه‏.‏ أن بشير بن سعد قال‏:‏ يا رسول الله أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك‏؟‏ فسكت حتى تمنينا أنا لم نسأله، ثم قال ‏"‏قولوا الله صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد‏.‏ والسلام كما قد علمتم‏"‏‏.‏

وأخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن مردويه عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه‏.‏ أنهم قالوا‏:‏ يا رسول الله كيف نصلي عليك‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن علي قال‏:‏ قلت يا رسول الله كيف نصلي عليك‏؟‏ قال ‏"‏قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلي عليك‏؟‏ قال ‏"‏قولوا اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد، كما جعلتها على آل إبراهيم انك حميد مجيد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ إذا قال الرجل في الصلاة ‏{‏ان الله وملائكته يصلون على النبي‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏ فليصل عليه‏.‏

وأخرج ابن خزيمة والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أبي مسعود عقبة بن عمرو‏.‏ ان رجلا قال‏:‏ يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا‏؟‏ فصمت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ‏"‏إذا أنتم صليتم علي فقولوا‏:‏ اللهم صل على محمد النبي الامي وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الامي وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ يتشهد الرجل، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو لنفسه‏.‏

وأخرج البخاري في الادب المفرد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏أيما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة فليقل في دعائه، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، وصل على المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، فإنها له زكاة‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في الادب المفرد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏من قال‏:‏ اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، وترحم على محمد وعلى آل محمد، كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم‏.‏ شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في الأدب عن أنس ومالك بن أوس بن الحدثان‏.‏ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ان جبريل عليه السلام جاءني فقال‏:‏ من صلى عليك واحدة صلى الله عليه عشرا، ورفع له عشر درجات‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد والبخاري في الأدب عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏"‏من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيآت‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في الادب ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏من صل علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في الادب عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه‏.‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم رقي المنبر، فلما رقي الدرجة الاولى قال ‏"‏آمين ثم رقي الثانية فقال‏:‏ آمين ثم رقي الثالثة فقال‏:‏ آمين‏.‏ فقالوا‏:‏ يا رسول الله سمعناك تقول آمين ثلاث مرات قال‏:‏ لما رقيت الدرجة الاولى جاءني جبريل فقال شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له، فقلت آمين‏.‏ ثم قال‏:‏ شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، فقلت آمين‏.‏ ثم قال‏:‏ شقي عبد ذكرت عنده ولم يصل عليك، فقلت آمين‏"‏‏.‏

وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي وابن مردويه عن زيد بن أبي خارجة رضي الله عنه قال‏:‏ قلت يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلي عليك‏؟‏ فقال ‏"‏صلوا علي واجتهدوا، ثم قولوا‏:‏ اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه‏.‏ ان رهطا من الانصار قالوا‏:‏ يا رسول الله كيف الصلاة عليك‏؟‏ قال‏:‏ قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم‏.‏ فقال فتى من الأنصار‏:‏ يا رسول الله من آل محمد‏؟‏ قال‏:‏ كل مؤمن‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال‏:‏ قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك‏؟‏ قال ‏"‏قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلىآل محمد، كما جعلتها على إبراهيم انك حميد مجيد‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏أنكم تعرضون علي باسمائكم ومسماكم، فاحسنوا الصلاة علي‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد عن أبي طلحة رضي الله عنه قال‏:‏ دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته مسرورا، فقلت‏:‏ يا رسول الله ما أدري متى رأيتك أحسن بشرا، وأطيب نفسا من اليوم قال ‏"‏وما يمنعني وجبريل خرج من عندي الساعة، فبشرني ان لكل عبد صلى علي صلاة يكتب له بها عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات، ويرفع له بها عشر درجات، ويعرض علي كما قالها، ويرد عليه بمثل ما دعا‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق عن ابن عيينة قال‏:‏ أخبرني يعقوب بن زيد التيمي رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏أتاني آت من ربي فقال‏:‏ لا يصلي عليك عبد صلاة إلا صلى عليه عشرا‏.‏ فقال رجل‏:‏ يا رسول الله إلا أجعل نصف دعائي لك‏؟‏ قال‏:‏ ان شئت قال‏:‏ ألا أجعل كل دعائي لك‏؟‏ قال‏:‏ اذن يكفيك الله هم الدنيا والآخرة‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن النجار عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال‏:‏ قالوا يا رسول الله أرأيت قول الله ‏{‏ان الله وملائكته يصلون على النبي‏}‏‏؟‏ قال ‏"‏ان هذا لمن المكتوم، ولولا انكم سألتموني عنه ما أخبرتكم‏!‏ ان الله وكل بي ملكين لا أذكر عند عبد مسلم فيصلي علي إلا قال ذانك الملكان‏:‏ غفر الله لك، وقال الله وملائكته جوابا لذينك الملكين‏:‏ آمين‏.‏ ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلي علي إلا قال‏:‏ ذلك الملكان لا غفر الله لك، وقال الله وملائكته لذينك الملكين‏:‏ آمين‏"‏‏.‏

‏(‏يتبع‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏

‏(‏تابع‏.‏‏.‏‏.‏ 1‏)‏‏:‏ - قوله تعالى‏:‏ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا‏.‏‏.‏‏.‏ ‏.‏‏.‏‏.‏

وأخرج مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي وحسنه وابن حبان عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة‏"‏‏.‏وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن حبان عن ابن مسعود رضي الله عنه‏.‏ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد والترمذي عن الحسين بن علي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي‏"‏‏.‏

وأخرج ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة رضي الله عنه قالا‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏من نسي الصلاة علي اخطأ طريق الجنة‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي وحسنه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم، إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ما اجتمع قوم ثم تفرقوا عن غير ذكر الله، وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلا قاموا عن أنتن جيفة‏"‏‏.‏

وأخرج النسائي وابن أبي عاصم وأبو بكر في الغيلانيات والبغوي في الجعديات والبيهقي في الشعب والضياء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏لا يجلس قوم مجلسا لا يصلون فيه على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة، وإن دخلوا الجنة، لما يرون من الثواب‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏أتاني جبريل فقال‏:‏ رغم أنف امريء ذكرت عنده فلم يصل عليك‏"‏‏.‏

وأخرج القاضي اسمعيل عن الحسن رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏كفى به شحا أن يذكرني قوم فلا يصلون علي‏"‏‏.‏

وأخرج الاصفهاني في الترغيب والديلمي عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ان أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومواطنها أكثركم علي في دار الدنيا صلاة، انه قد كان في الله وملائكته كفاية، ولكن خص المؤمنين بذلك ليثيبهم عليه‏"‏‏.‏

وأخرج الخطيب في تاريخه والاصفهاني عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال‏:‏ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أمحق للخطايا من الماء البارد، والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عتق الرقاب، وحب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من مهج الانفس، أو قال من ضرب السيف في سبيل الله‏"‏‏.‏

وأخرج ابن عدي عن ابن عمر رضي الله عنهما وأبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏صلوا علي، صلى الله عليكم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال‏:‏ قال رجل يا رسول الله أرأيت ان جعلت صلاتي كلها عليك‏؟‏ قال ‏"‏إذا يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد وعبد بن حميد والترمذي عن أبي طلحة الانصاري رضي الله عنه قال‏:‏ أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس، يرى في وجهه البشر، قالوا‏:‏ يا رسول الله أصبحت اليوم طيبا يرى في وجهك البشر قال ‏"‏أتاني آت من ربي فقال‏:‏ من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيآت، ورفع له عشر درجات، ورد عليه مثلها‏.‏ وفي لفظ فقال‏:‏ أتاني الملك فقال‏:‏ يا محمد أما يرضيك ان ربك يقول‏:‏ انه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا، قال‏:‏ بلى‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر وابن المنذر في تاريخه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ان أقربكم مني يوم القيامة في كل موطن أكثركم علي صلاة في الدنيا، من صلى علي يوم الجمعة وليلة الجمعة مائة مرة قضى الله له مائة حاجة، سبعين من حوائج الآخرة، وثلاثين من حوائج الدنيا، ثم يوكل الله بذلك ملكا يدخله في قبري كما يدخل عليكم الهدايا، يخبرني بمن صلى علي باسمه ونسبه إلى عشرة، فاثبته عندي في صحيفة بيضاء‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي في الشعب والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏من صلى علي عند قبري سمعته، ومن صلى علي نائيا كفى أمر دنياه وآخرته، وكنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة، فإنها معروضة علي‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبه والطبراني والحاكم في الكني عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا، فأكثروا أو أقلوا‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن عباس رضي الله عنهما‏.‏ انه كان إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ اللهم تقبل شفاعة محمد الكبرى، وارفع درجته العليا، وأعطه سؤله في الآخرة والأولى، كما آتيت إبراهيم وموسى‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن ماجه وابن مردوية عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ إذا صليتم على النبي صلى الله عليه وسلم فاحسنوا الصلاة عليه، فانكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه‏.‏ قالوا‏:‏ فعلمنا‏.‏ قال‏:‏ قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وامام المتقين، وخاتم النبيين، محمد عبدك ورسولك، امام الخير، وقائد الخير، ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والآخرون، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ قلنا يا رسول الله قد عرفنا كيف السلام عليك فكيف نصلي عليك‏؟‏ قال ‏"‏قولوا اللهم صل على محمد وأبلغه درجة الوسيلة من الجنة، اللهم اجعل في المصطفين محبته، وفي المقربين مودته، وفي عليين ذكره وداره، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد‏"‏‏.‏

وأخرج الخطيب في تاريخه عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ زينوا مجالسكم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج الشيرازي في الالقاب عن زيد بن وهب قال‏:‏ قال ابن مسعود رضي الله عنه‏:‏ يا زيد بن وهب لا تدع إذا كان يوم الجمعة ان تصلي على النبي ألف مرة، تقول‏:‏ اللهم صل على النبي الأمي‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والقاضي اسمعيل وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه‏.‏ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏صلوا على أنبياء الله ورسله، فإن الله بعثهم كما بعثني‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه والقاضي اسمعيل وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لا تصلح الصلاة على أحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالاستغفار‏.‏

وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن حميدة قالت‏:‏ أوصت لنا عائشة رضي الله عنها بمتاعها، فكان في مصحفها ‏{‏ان الله وملائكته يصلون على النبي‏}‏ والذين يصفون الصفوف الأول‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا‏.‏

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏ان الذين يؤذون الله ورسوله‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ نزلت في الذين طعنوا على النبي صلى الله عليه وسلم حين أخذ صفية بنت حي رضي الله عنها‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ أنزلت في عبد الله بن أبي، وناس معه قذفوا عائشة رضي الله عنها، فخطب النبي صلى الله عليه وسلم وقال ‏"‏من يعذرني في رجل يؤذيني، ويجمع في بيته من يؤذيني‏"‏ فنزلت‏.‏

وأخرج الحاكم عن ابن أبي مليكة قال‏:‏ جاء رجل من أهل الشام، فسب عليا رضي الله عنه عند ابن عباس رضي الله عنهما، فحصبه ابن عباس رضي الله عنهما وقال‏:‏ يا عدو الله آذيت رسول الله ‏{‏ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة‏}‏ لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا لآذيته‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏{‏ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة‏}‏ قال‏:‏ آذوا الله فيما يدعون معه، وآذوا رسول الله قالوا‏:‏ انه ساحر مجنون‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ان الذين يؤذون الله ورسوله‏}‏ قال‏:‏ أصحاب التصاوير‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول فيما يروي عن ربه عز وجل‏"‏شتمني ابن آدم ولم ينبغ له أن يشتمني، وكذبني ولم ينبغ له أن يكذبني، فأما شتمه إياي فقوله ‏{‏اتخذ الله ولدا‏}‏ ‏(‏البقرة، الآية 116‏)‏ وأنا الأحد الصمد، وأما تكذيبه اياي فقوله‏:‏ لن يعيدني كما بدأني‏.‏ قال قتادة‏:‏ ان كعبا رضي الله عنه كان يقول‏:‏ يخرج يوم القيامة عنق من النار فيقول‏:‏ يا أيها الناس اني وكلت منكم بثلاث، بكل عزيز كريم، وبكل جبار عنيد، وبمن دعا مع الله الها آخر، فيلتقطهم كما يلتقط الطير الحب من الأرض، فتنطوي عليهم فتدخل النار، فتخرج عنق أخرى فتقول‏:‏ يا أيها الناس أني وكلت منكم بثلاثة‏.‏ بمن كذب الله، وكذب على الله، وآذى الله، فأما من كذب الله، فمن زعم ان الله لا يبعثه بعد الموت، وأما من كذب على الله، فمن زعم ان الله يتخذ ولدا، وأما من آذى الله‏:‏ فالذين يصورون ولا يحيون‏.‏ فتلقطهم كما تلقط الطير الحب من الأرض، فتنطوي عليهم، فتدخل النار‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا‏.‏

أخرج الفريابي وابن سعد في الطبقات وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات‏}‏ قال‏:‏ يقعون ‏{‏بغير ما اكتسبوا‏}‏ يقول‏:‏ بغير ما علموا ‏{‏فقد احتملوا بهتانا‏}‏ قال‏:‏ إثما‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ يلقى الجرب على أهل النار، فيحكون حتى تبدو العظام، فيقولون‏:‏ ربنا بم أصابنا هذا‏؟‏ فيقال‏:‏ بأذاكم المسلمين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ إياكم وأذى المؤمنين فإن الله يحوطهم، ويغضب لهم، وقد زعموا أن عمر بن الخطاب قرأها ذات يوم، فافزعه ذلك حتى ذهب إلى أبي بن كعب رضي الله عنه، فدخل عليه فقال‏:‏ يا أبا المنذر اني قرأت آية من كتاب الله تعالى فوقعت مني كل موقع ‏{‏والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات‏}‏ والله اني لأعاقبهم وأضربهم فقال له‏:‏ انك لست منهم، إنما أنت معلم‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال‏:‏ اني لأبغض فلانا، فقيل للرجل‏:‏ ما شأن عمر رضي الله عنه يبغضك‏!‏ فلما أكثر القوم في الذكر جاء فقال‏:‏ يا عمر أفتقت في الإسلام فتقا‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ فجنيت جناية‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ أحدثت حدثا‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ فعلام تبغضني وقد قال الله ‏{‏والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا‏}‏‏؟‏‏!‏ فقد آذيتني فلا غفرها الله لك‏.‏ فقال عمر رضي الله عنه‏:‏ صدق والله ما فتق فتقا، ولا ولا فاغفرها لي، فلم يزل به حتى غفرها له‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما ‏{‏والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات‏}‏ إلى قوله ‏{‏واثما مبينا‏}‏ قال‏:‏ فكيف بمن أحسن إليهم يضاعف لهم الاجر‏.‏

وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن عبد الله بن يسر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏ليس منا ذو حسد، ولا نميمة، ولا خيانة، ولا اهانة، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ‏{‏والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه‏"‏أي الربا أربى عند الله‏؟‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم قال‏:‏ أربى الربا عند الله استحلال عرض امريء مسلم، ثم قرأ ‏{‏والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبو‏.‏‏.‏‏}‏ ‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما‏.‏

أخرج ابن سعد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ خرجت سودة رضي الله عنها بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة لا تخفي على من يعرفها، فرآها عمر رضي الله عنه فقال‏:‏ يا سودة انك والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين، فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وانه ليتعشى، وفي يده عرق فدخلت وقالت‏:‏ يا رسول الله اني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر رضي الله عنه‏:‏ كذا‏.‏‏.‏ كذا‏.‏‏.‏ فأوحى اليه ثم رفع عنه وإن العرق في يده فقال‏:‏ انه قد أذن لكن ان تخرجن لحاجتكن‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك قال‏:‏ كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن، وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين، فقيل‏:‏ ذلك للمنافقين فقالوا‏:‏ إنما نفعله بالأماء‏.‏ فنزلت هذه الآية ‏{‏يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى ان يعرفن فلا يؤذين‏}‏ فأمر بذلك حتى عرفوا من الأماء‏.‏

وأخرج ابن جرير عن أبي صالح رضي الله عنه قال‏:‏ قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة على غير منزل، فكان نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن إذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن، وكان رجال يجلسون على الطريق للغزل، فأنزل الله ‏{‏يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏ يعني بالجلباب حتى تعرف الأمة من الحرة‏.‏

وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال‏:‏ كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المؤمنين يؤذيهن، فإذا قيل له قال‏:‏ كنت أحسبها أمة، فأمرهن الله تعالى ان يخالفن زي الأماء، ويدنين عليهن من جلابيبهن، تخمر وجهها إلا احدى عينيها ‏{‏ذلك أدنى ان يعرفن‏}‏ يقول‏:‏ ذلك أحرى ان يعرفن‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية قال‏:‏ أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة ان يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت‏:‏ لما نزلت هذه الآية ‏{‏يدنين عليهن من جلابيبهن‏}‏ خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان، من أكسيه سود يلبسنها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن أبي قلابة رضي الله عنه قال‏:‏ كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يدع في خلافته أمة تقنع ويقول‏:‏ إنما القناع للحرائر لكيلا يؤذين‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ رأى عمر رضي الله عنه جارية مقنعة، فضربها بدرته وقال‏:‏ القي القناع لا تشبهين بالحرائر‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت‏:‏ رحم الله نساء الأنصار، لما نزلت ‏{‏يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏‏.‏ شققن مروطهن‏.‏ فاعتجرن بها، فصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكأنما على رؤوسهن الغربان‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن ابن شهاب رضي الله عنه انه قيل له‏:‏ الأمة تزوج فتخمر قال ‏{‏يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن‏}‏ فنهى الله الاماء ان يتشبهن بالحرائر‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال‏:‏ سألت عبيدة رضي الله عنه عن هذه الآية ‏{‏يدنين عليهن من جلابيبهن‏}‏ فرفع ملحفة كانت عليه فقنع بها، وغطى رأسه كله حتى بلغ الحاجبين، وغطى وجهه، وأخرج عينه اليسرى من شق وجهه الايسر مما يلي العين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ‏{‏يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن‏}‏ قال‏:‏ أخذ الله عليهن إذا خرجن ان يعدنها على الحواجب ‏{‏ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين‏}‏ قال‏:‏ قد كانت المملوكة يتناولونها، فنهى الله الحرائر يتشبهن بالاماء‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي في الآية قال‏:‏ كن النساء يخرجن إلى الجبابين لقضاء حوائجهن، فكان الفساق يتعرضون لهن، فيؤذونهن فامرهن الله ان يدنين عليهن من جلابيبهن، حتى تعلم الحرة من الامة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة ان دعارا من دعار أهل المدينة كانوا يخرجون بالليل، فينظرون النساء ويغمزونهن، وكانوا لا يفعلون ذلك بالحرائر إنما يفعلون ذلك بالاماء، فأنزل الله هذه الآية ‏{‏يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين‏}‏ إلى آخر الآية‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال‏:‏ كانت الحرة تلبس لباس الامة، فامر الله نساء المؤمنين ان يدنين عليهم من جلابيبهن، وأدنى الجلباب‏:‏ ان تقنع، وتشده على جبينها‏.‏

وأخرج ابن سعد عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين‏}‏ قال‏:‏ اماؤكن بالمدينة يتعرض لهن السفهاء فيؤذين، فكانت الحرة تخرج، فيحسب انها أمة فتؤذى، فامرهن الله أن يدنين عليهم من جلابيبهن‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ كان أناس من فساق أهل المدينة بالليل حين يختلط الظلام، يأتون إلى طرق المدينة فيتعرضون للنساء، وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة، فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق، فيقضين حاجتهن، فكان أولئك الفساق يتبعون ذلك منهن، فإذا رأوا امرأة عليها جلباب قالوا‏:‏ هذه حرة فكفوا عنها، واذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا‏:‏ هذه أمة فوثبوا عليها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏يدنين عليهن من جلابيبهن‏}‏ قال‏:‏ يسدلن عليهن من جلابيبهن‏.‏ وهو القناع فوق الخمار، ولا يحل لمسلمة أن يراها غريب إلا ان يكون عليها القناع فوق الخمار وقد شدت به رأسها ونحرها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ تدني الجلباب حتى لا يرى ثغرة نحرها‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله ‏{‏يدنين عليهن من جلابيبهن‏}‏ قال‏:‏ هو الرداء‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏يدنين عليهن من جلابيبهن‏}‏ قال‏:‏ يتجلببن بها فيعلمن انهن حرائر، فلا يعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال‏:‏ سألت عبيدا السلماني رضي الله عنه عن قوله الله ‏{‏يدنين عليهن من جلابيبهن‏}‏ فتقنع بملحفة، فغطى رأسه ووجهه، وأخرج احدى عينيه‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا*ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا*سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا‏.‏

أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال‏:‏ ان أناسا من المنافقين أرادوا ان يظهروا نفاقهم، فنزلت فيهم ‏{‏لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم‏}‏ لنحرشنك بهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال ‏(‏الارجاف‏)‏ الكذب الذي كان يذيعه أهل النفاق ويقولون‏:‏ قد أتاكم عدد وعدة‏.‏ وذكر لنا‏:‏ ان المنافقين أرادوا ان يظهروا ما في قلوبهم من النفاق، فأوعدهم الله بهذه الآية ‏{‏لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ إلى قوله ‏{‏لنغرينك بهم‏}‏ أي لنحملك عليهم، ولنحرشنك بهم، فلما أوعدهم الله بهذه الآية كتموا ذلك وأسروه ‏{‏ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا‏}‏ أي بالمدينة ‏{‏ملعونين‏}‏ قال‏:‏ على كل حال ‏{‏أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا‏}‏ قال‏:‏ إذا هم أظهروا النفاق ‏{‏سنة الله في الذين خلوا من قبل‏}‏ يقول‏:‏ هكذا سنة الله فيهم إذا أظهروا النفاق‏.‏

وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله ‏{‏لئن لم ينته المنافقون‏}‏ قال‏:‏ يعني المنافقين بأعيانهم ‏{‏والذين في قلوبهم مرض‏}‏ شك‏.‏ يعني المنافقين أيضا‏.‏

وأخرج ابن سعد عن عبيد بن حنين رضي الله عنه في قوله ‏{‏لئن لم ينته المنافقون‏}‏ قال‏:‏ عرف المنافقين بأعيانهم ‏{‏والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة‏}‏ هم المنافقون جميعا‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن طاوس رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ نزلت في بعض أمور النساء‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال‏:‏ سألت عكرمة رضي الله عنه عن قول الله ‏{‏لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض‏}‏ قال‏:‏ أصحاب الفواحش‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله ‏{‏والذين في قلوبهم مرض‏}‏ قال‏:‏ أصحاب الفواحش‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله ‏{‏والذين في قلوبهم مرض‏}‏ قال‏:‏ كانوا مؤمنين، وكان في أنفسهم ان يزنوا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏لئن لم ينته المنافقون‏}‏ قال‏:‏ كان النفاق على ثلاثة وجوه‏.‏ نفاق مثل نفاق عبد الله بن أبي بن سلول‏.‏ ونفاق مثل نفاق عبد الله بن نبتل، ومالك بن داعس، فكان هؤلاء وجوها من وجوه الأنصار، فكانوا يستحبون أن يأتوا الزنا يصونون بذلك أنفسهم ‏{‏والذين في قلوبهم مرض‏}‏ قال‏:‏ الزنا ان وجدوه عملوه، وإن لم يجدوه لم يبتغوه‏.‏ ونفاق يكابرون النساء مكابرة، وهم هؤلاء الذين كانوا يكابرون النساء ‏{‏لنغرينك بهم‏}‏ يقول‏:‏ لنعلمنك بهم، ثم قال ‏{‏ملعونين‏}‏ ثم فصله في الآية ‏{‏أينما ثقفوا‏}‏ يعملون هذا العمل مكابرة النساء ‏{‏أخذوا وقتلوا تقتيلا‏}‏ قال‏:‏ السدي رضي الله عنه‏:‏ هذا حكم في القرآن ليس يعمل به‏.‏ لو ان رجلا أو أكثر من ذلك اقتصوا أثر امرأة، فغلبوها على نفسها، ففجروا بها كان الحكم فيهم غير الجلد والرجم‏.‏ ان يؤخذوا فتضرب أعناقهم ‏{‏سنة الله في الذين خلوا من قبل‏}‏ كذلك كان يفعل بمن مضى من الأمم ‏{‏ولن تجد لسنة الله تبديلا‏}‏ قال‏:‏ فمن كابر امرأة على نفسها فغلبها فقتل، فليس على قاتله دية لأنه مكابر‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏لنغرينك بهم‏}‏ قال‏:‏ لنسلطنك عليهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والخطيب في تالي التلخيص عن محمد بن سيرين رضي الله عنه في قوله ‏{‏لئن لم ينته المنافقون‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ قال‏:‏ لا أعلم أغري بهم حتى مات‏.‏

وأخرج ابن الأنباري عن ابن عباس رضي الله عنهما ان نافع بن الازرق قال له‏:‏ اخبرني عن قوله ‏{‏لنغرينك بهم‏}‏ قال‏:‏ لنولعنك قال الحارث بن حلزة‏:‏

لا تخلنا على غرائك انا * قلما قد رشى بنا الأعداء